الأربعاء، 27 يوليو 2016

الأخ الأكبر - المتطوع الناضج
مشروع إصلاحية الجريف أحد المشاريع التي تهدف من خلالها تعليم بلا حدود الي لفت المجتمع لقضية تعليم الأطفال الاحداث و ترسيخ فكرة أن التعليم يجب أن يكون حقا لكل طفل مهما كان وضعه الاجتماعي أو المادي او القانوني .
 يضم المشروع عددا من البرامج ,فإلى جانب التدريس ومحو الأمية و الدعم النفسي من خلال البرامج الترفيهية يوم السبت هناك برنامج لم يسلط عليه الضوء بشكل كافي وهو برنامج الاخ الاكبر .
بعد أن يقضي الطفل مدة بقاءه في الاصلاحية و يفرج عنه يواجه المجتمع و أسرته في تحدي كبير , حيث يجب أن يندمج في وضعه الطبيعي يدرس في فصله و يلعب مع رفاقه في الحي , وهنا يأتي دور المتطوع في المساندة النفسية للطفل ولاسرته فيكون بمثابة الأخ الاكبر الذي يعتني بأخيه و يدعمه و يساعده في إتخاذ القرارات , ويكون وسيلة تواصل بينه و بين تعليم بلا حدود حتى نضمن ألا يعود مرة أخري الي الاصلاحية .
يحكي أحد المتطوعين العاملين في البرنامج :

كانت اتابع دروس المراجعة مع أحد الاطفال في الاصلاحية وبعد إطلاق سراحه ذهبت معه الي منزله فوجدت ان أسرته رحلت , بعد مجهود تمكنت العثور علي منزل أقربائه , وأقوم من فترة لفترة بالاتصال به و ربطه مع بعض الجهات التي توفر الكراسات و المذكرات
في حالات كثيرة تكون أسرة الطفل متعففة تعيش علي الكفاف ولا تستطيع تحمل نفقاته , فيهجر المدرسة للعمل في غسيل العربات أو الورنيش .
يقول أحد المتطوعين :
بعد إطلاق سراحه بمدة إتصل بي الطفل و قال إنه ترك المدرسة ليعمل في غسيل السيارات بمنطقة الغابة بالخرطوم , فذهبت لاسرته وقمنا ببعض الاتصالات لنقله مدرسة قريبة من مكان عمله حتي يتمكن بعد نهاية الدوام من الذهاب للعمل وتوفير مصروفاته و مساعدة اسرته .
يتطلب الانضمام الي برنامج الأخر الاكبر مواصفات معينة في المتطوع تتضمن خبرة كافية في الاصلاحية و طرق التعامل مع الاطفال و أسرهم , إضافة الي النضج الشخصي و الحفاظ علي خصوصية معلومات الطفل .
يمنع برنامج الاخ الاكبر منعا باتا الاتي ::
1- تقديم مساعدات مادية أو عينية علي كلفة المتطوع الشخصية مهما كان حجمها
2- نشر صور الطفل أو أسرته أو الادلاء بأي تفاصيل عنها خارج نطاق اسرة البرنامج


حاليا هناك حوالي 15 طفلا من المطلق سراحهم في هذا البرنامج بعضهم ما زال يدرس وبعضهم إتجه الي التدريب المهني و المدارس الصناعية .
إن تعليم بلا حدود تلتزم بالعمل لتشجيع و حث و إشراك كل فئات المجتمع للعمل من أجل دعم تعليم الأطفال , تعليما جيدا في ظروف مستقرة , إن المكان الطبيعي للطفل هو المدرسة وليس خلف الدرقات , في يده قلم و ليس علبة ورنيش ولا جردل صابون . لكن ذلك لن يتحقق الا بعمل كل فئات المجتمع بكل أحزابه ومؤسساته و منظماته من أجل دعم قضية التعليم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق